SYRIAN BANKING & FINANCIAL SERVICES CONFERENCE SPEECHES

 

Panel Session 2: Opportunities in the Financial Services Sector

Presentation
Adnan Yousif
Chief Executive Officer, Al Baraka Banking Group, Bahrain &
Board Member, Union of Arab Banks

السيد رئيس الجلسة ، الإخوة في المنصة، الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


أود في البداية أن أعرب عن سعادتي بالمشاركة في هذا الملتقي المهني المميز، كما أن الحديث عن التحديات التي تواجه المؤسسات المالية الإسلامية علي المستوي الدولي يأتي في وقته المناسب في ظل ما تشهده صناعتنا من تطورات متسارعة، وهو من الموضوعات ذات الأهمية بإعتبار أن التحديات أمر يرتبط مباشرة بالنمو والتطور.
تعتبر المصرفية الإسلامية الحديثة في نظر المصرفيين الغربيين ونظراءهم في أجزاء أخرى من العالم ليست إلا طريقة أخرى جديدة لممارسة العملية المصرفية وتحقيق الربح كما هو الحال في الفكر المصرفي الغربي، ولكن بالنسبة لرواد صناعة المال الإسلامية فالمسألة مختلفة باعتبارها مسألة ترتبط مباشرة بالإيمان بالحلال والحرام، وبمجرد استخدام والتعامل في الخدمات المصرفية المبنية علي الأسس الإسلامية فإن ذلك يمثل نوعا من الالتزام بأركان شريعة الإسلام، خاصة وان هذه الأركان السماوية تهدف بالنسبة لهم إلى إشاعة العدالة الاقتصادية في المجتمع.

وقد بدأت الصيرفة الإسلامية الحديثة كما تعلمون في الظهور في كل من ماليزيا و مصر التي تأسس بها أول مصرف لا يتعامل بسعر الفائدة في مطلع الستينيات من القرن الماضي. وقد تم تأسيس أول مصرف إسلامي تجاري رسميا في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1974، تلى ذلك تأسيس البنك الإسلامي للتنمية ومن ثم توالي علي منطقة الشرق الأوسط عدد كبير من المصارف الإسلامية من خلال سلسلة بنوك البركة في كل من مصر والسودان، ثم الأردن والبحرين، وتركيا والجزائر. وعلي حسب أخر إحصائيات تقريبية موثقة، صادرة عن المجلس الأعلى للبنوك الإسلامية بالبحرين فقد بلغ عدد البنوك وشركات الاستثمار التي ينص نظامها الأساسي على مرجعية الشريعة الإسلامية إلى أكثر من 284 مؤسسة وبلغ إجمالي أصول هذه المؤسسات أكثر من 300 مليار دولار، وحجم ودائعها أكثر من 200 مليار دولار وإجمالي عمليات التمويل والاستثمار اكثر من 160 مليار دولار موزعة على 38 بلدا في الشرق الاوسط، وأفريقيا، واسيا، واوروبا.

وبرغم عمرها القصير نسبيا إلا أن صناعة المال الإسلامية والخدمات والمنتجات التي تقدمها اكتسبت وحظيت باعتراف واسع في الأسواق المالية العالمية، الأمر الذي فتح الباب أمام المزيد من النمو والتطور في هذه الصناعة. ولعلكم تعلمون، أننا نجحنا خلال العامين الماضيين في تأسيس مؤسستين ماليتين إسلاميتين جديدتين في المملكة المتحدة، وحازت كلاهما على اعتراف ودعم كاملين من هيئة الخدمات المالية البريطانية (Financial Services Authority FSA). وأحد هذه المؤسسات هي البنك الإسلامي البريطاني بي ال سي Islamic Bank of Britain PLC وهو يعمل كمصرف تجاري للتجزئة ولديه 7 فروع في بريطانيا، والثانية هي بنك الاستثمار الإسلامي الأوروبي European Islamic Investment Bank وهو يعمل كمصرف تجاري بالجملة? Wholesale Bank. وقد ساهمت في تأسيس كلا المصرفين، وأشغل في الوقت الحالي منصب رئيس مجلس إدارة بنك الاستثمار الإسلامي الأوروبي.

ونحقق حاليا تقدما باتجاه تأسيس مصارف تجارية في عدة دول في شرق أسيا (ماليزيا، سنغافورة، إندونيسيا، الهند) وكذلك نشرع الان في تأسيس بنك في سوريا وهو يعتبر أول مصرف إسلامي في هذا البلد الواعد. وهذه جميعها خطوات ايجابية هامة للانطلاق بالصيرفة الإسلامية عالميا.

أن القاعدة التي تقوم عليها المعاملات المصرفية الإسلامية هي وجود موجودات حقيقية كشرط لتقديم التمويل الإسلامي وسواء كانت هذه الموجودات عقارات أو مخزون من البضائع. ووفقا لأحد رواد صناعة المال الإسلامية وهو سعادة الشيخ صالح عبد الله كامل، فأن مفهوم التمويل الإسلامي يقوم على ثلاثة مباديء فلسفية اساسية، وهي التي تميزه عن التمويل الذي تقدمه المؤسسات المالية التقليدية، وهذه المباديء هي (1) مبدأ تقاسم الأرباح والخسائر، و (2) مبدأ الالتزام، و(3) إضافة قيمة حقيقية للموجودات ، ولمن يريد من الحضور الكريم الاستزادة فيما تعنيه هذه المباديء بصورة اكثر تفصيلا فيمكن الرجوع للورقة الاساسية وهي متوفرة لدي سكرتارية المؤتمر.

تهدف هذه الورقة إلى حصر التطورات التي حدثت في مجال العمل المصرفي الإسلامي خلال العقدين الماضيين وتحديد التحديات التي تواجه هذا العمل كي يظل يتمتع بجدواه، ويواجه المنافسة المتزايدة، ويتطور ويزدهر. واجد أنه من الاهمية بمكان تبادل وجهات النظر معكم بشأن التحديات التي تواجه المؤسسات المالية الإسلامية علي صعيد نموها وإنتشارها علي الصعيد العالمي، راجيا أن تجدون فيما سوف أقدمه فائدة لكم، خصوصا أنها تمثل خلاصة تجربتي الممتدة لأكثر من 25 عاما في مجال العمل المصرفي الإسلامي.

يتعين النظر إلى العمل المصرفي الإسلامي، مثل أي نظام مصرفي آخر، باعتباره نظاماً نشأ نتيجة لوجود رغبات أكيدة لدى المدخرين لاستثمار مدخراتهم بأساليب تبيحها الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية الاخري وفي هذا الاطار يمكن القول ان الصناعة قد تمكنت من بفضل العديد من الجهود من تحقيق تقدم كبير علي صعيد أثبات نفسها وهويتها وكذلك في الجوانب التنظيمية والتشريعية المختلفة. ومع هذا فإن مفاهيم العمل المصرفي والتمويل الاسلاميين لا تزال في مراحل تطورها الباكرة ويظل العمل المصرفي الاسلامي كحقيقة متطورة ، تجربة لازالت بحاجة للمراجعة والتنقيح المستمرين سواء علي الصعيد النظري أو علي مستوي التطبيق العملي.
إن من اكبر التحديات التي تواجه المفكرين والممارسين للصيرفة الاسلامية في الالفية الجديدة، تتمثل في صياغة ثوابت مختلفة لهذا النظام وأمل أن أتمكن من المرور بشكل سريع علي أهم هذه التحديات بتناول الوضع الراهن وإقتراح بعض الحلول العملية لها.

ما هي التحديات التي تواجه المؤسسات المالية الإسلامية؟
من واقع تجربتي الشخصية في هذا المجال فهناك العديد من التحديات التي يتوجب على المؤسسات المالية الإسلامية التعامل معها في الوقت الحاضر. ويمكننا بشكل مبدئي تحديد مجوعتين رئيستين من هذه التحديات: (التحديات التشغيلية وتحديات علي المستوي العالمي):
• التحديات التشغيلية وهي الناشئة عن احتياجات تطوير المنتجات والجوانب التنظيمية.
• التحديات العالمية وهي الناجمة عن العولمة والتحريرالمالي العالمي.

الحضور الكريم
وارجو ان تسمحوا لنا هنا بمشاركتكم وجهة نظرنا بشأن هاتين المجموعتين من التحديات:-
أولا التحديات التشغيلية: وتتمثل في الجوانب التي تواجهها المؤسسات المالية الإسلامية علي صعيد عملياتها، مثل تطوير المنتجات، علاوة على القضايا التنظيمية مثل بناء قدرات ممارسة الأعمال (السياسات والإجراءات والرقابة)، والتي تتضمن بدورها عددا واسعا من القضايا المرتبطة بها تتراوح ما بين تطوير الموارد البشرية إلى توحيد معايير التوظيف والاستخدام الكفء للموارد المالية.

أن التطوير المعرفي والابتكار الماليين يمثلان القوة المحركة للنظام المالي العالمي باتجاه رفع كفاءته الاقتصادية وذلك من خلال توسيع فرص تقاسم المخاطر وخفض كلفة المعاملات ...إلخ. أن المؤسسات المالية الإسلامية مطالبة بإظهار التزامها بابتكار المنتجات من خلال مواصلة إطلاق المبادرات المدروسة في هذا الحقل.
أن الصناعة المالية الإسلامية لا تزال حديثة نسبيا، ومن الطبيعي أن تكون أقل تفهما من قبل العملاء، وحتى من قبل بعض المؤسسات الإسلامية نفسها. ويجب تأسيس مراكز مرجعية من قبل هذه المؤسسات تأخذ على عاتقها مهمة تثقيف كافة أطراف السوق وأن تحظى هذه المراكز بدعم الجهات الرقابية. وفي غياب مثل هذه المراكز، سوف يواجه مقدمي الخدمات من البنوك الإسلامية صعوبات جمة في إنشاء أسواق متخصصة للمنتجات بسبب غياب الفهم الصحيح لاحتياجات العملاء.
ولا يبدوا لي أن الصناعة المالية الإسلامية تعاني من صعوبات علي صعيد المرجعيات الفكرية فهي تتمتع بوجود مصادر بحثية غنية (فقه المعاملات) والتي يمكن استخدامها في جهود إعادة هيكلة وتطوير المنتجات المالية الجديدة، إلا أن المشكلة تكمن في اقتصار هذه الجهود على عدد وأنواع محدودة من المنتجات.
ولكي نتمكن من مجابهة مثل هذا النوع من التحديات المتجددة والمستمرة فإنني أعتقد أن علي المؤسسات المالية الاسلامية كل علي حدة وفي اطار من التعاون مع بعضها البعض ان يكون لها إستراتيجية واضحة ومحددة، وفي هذا الصدد فإن العبء الاكبر يقع علي الادارات التنفيذية لهذه المؤسسات لصياغ مثل هذه الاستراتيجيات مستندين في ذلك علي الممارسات المهنية المتعارف عليها، ويمكننا القول أن الاركان الأربعة للإستراتيجية الناجحة تقوم علي مصطلح ال ( Four Ps ) أي : المنتجات، السعر، التسويق، والمكان أو التوزيع.

مقترحات المعالجة المستقبلية للتحديات التشغيلية؟
كممارس للمهنة المصرفية، فإنني أعتقد، وربما يشاطرنني اغلبكم الرأي في ذلك، بأن الوقت قد حان للمؤسسات المالية الاسلامية لقيام تعاون وثيق بين مختلف المشاركين في السوق المصرفي الإسلامي في مجال تقاسم وتبادل المعرفة والخبرة في مجال تطوير المنتجات. إذ من الواضح أن القدرة علي اطلاق مبادرات جديدة في حقل المنتجات المالية الاسلامية يرتبط بشكل مباشر بوجود اليات للتعاون البناء علي مستوي الصناعة المصرفية ، مع تركيز الموارد والطاقات المشتركة في خدمة أهدافها السامية بالاضافة الي خدمة عملائها.

الحضور الكريم
ثانيا التحديات على المستوى العالمي: وهي الناجمة عن تأثيرات ونتائج العولمة والتحرير المالي العالمي. والبنوك الإسلامية لا بد أن تتأثر بهذه التأثيرات والنتائج حالها في ذلك حال القطاعات الاقتصادية الأخرى. أنني أعتقد أن العولمة هي تحدي، وبنفس الوقت عامل رئيسي لتشجيع المؤسسات في التسريع ببناء قدراتها الذاتية من أجل مواجهة المنافسة العالمية. وما لم تدرك المؤسسات المالية الإسلامية بشكل كامل هذه التحديات، فأن أنشطتها سوف تظل مقصورة في أسواقها المحلية، وهو ما يمثل تهديدا لفرص نمو الصناعة المصرفية التي كما ذكرنا تعتبر حديثة العهد نسبيا. ويجب علينا ان نتوقف هنا لنحدد ماهية التحديات التي يفرضها التحرير المالي، وكيف يمكننا مواجهتها.

• من أجل مواجهة تحديات العولمة، يتوجب علينا التركيز على إعادة هيكلة المؤسسات العاملة في الصناعة المصرفية.
• تتوفر العديد من الخيارات التي تحقق إعادة الهيكلة، مثل زيادة الموارد الرأسمالية، زيادة رأس المال عن طريق الاندماج، تبني التكنولوجية المتقدمة، تطوير الموارد البشرية ومهارات الموظفين، توحيد معايير العمليات التشغيلية (العقود، المحاسبة، التدقيق، العمليات وأنظمة المعلومات).
• وجود إجراءات ومعايير واضحة للإفصاح عن المعلومات يمثل عامل ضروري لبناء ثقة المستثمرين وتلبية المتطلبات الرقابية.
• أن الإجراءات والمعايير المطبقة في الصيرفة التقليدية لا تنطبق على الصيرفة الإسلامية نظرا لاختلاف طبيعة ومعالجات الأدوات المالية الإسلامية.
• وفيما يخص الجانب الرقابي، نحن ممتنون بالتأكيد للتفهم الذي تبديه معظم الهيئات الرقابية في البلدان التي تعمل البنوك الإسلامية فيها، ومع ذلك، فأن مسئولية هذه البنوك تظل هي الرئيسية.

نظرة مستقبلية؟
أن المؤسسات المالية الإسلامية بحاجة كل منها إلى قاعدة رأسمالية أكبر. ونحن سعداء أن نشهد تعاظم التوجهات نحو تعزيز الموارد الرأسمالية للبنوك الإسلامية، وأعني بذلك أن المؤسسات المالية الإسلامية بدأت بإدراك أهمية زيادة رؤوس أموالها وتوسيع قاعدة المساهمين وذلك بهدف تحسين مواردها وتعزيز قدراتها التنافسية .
أن مجموعة البركة المصرفية، التي أتشرف بتمثيلها هنا، هي واحدة من اكبر المجموعات المصرفية الإسلامية. وقد انتهت للتو وبنجاح من أتمام الاكتتاب العام في أسهمها وزيادة رأسمالها بصورة كبيرة، حيث حجم الطرح العام 580 مليون دولار امريكي، وهو بذلك يعتبر من اكبر الاكتتابات التي شهدتها المنطقة العربية والاسلامية. وأعتقد أننا قد قمنا باتخاذ الخطوات الصحيحة باتجاه تعزيز قدراتنا لكي نكون قادرين على المنافسة في الأسواق العالمية.

الحضور الكريم
وفي الختام لقد قمت بتسليط الضوء على بعض التحديات التي تواجه المؤسسات المالية الإسلامية، والتي تعتبر معوقات رئيسية أمام نمو الصناعة المالية الإسلامية. ولقد تمت مناقشة هذه التحديات من قبل المؤسسات المالية الرئيسية في العديد من المؤتمرات، وتم وضع الكثير من الحلول التي وجدت طريقها الي حيز التنفيذ، وامل أن يكون لقائكم هذا تكملة لما قد سبق من مؤتمرات ومنتديات وأن يخرج بتوصيات تعيينا كذلك للرقي بهذه الصناعة الناشئة.
أسأل المولى القدير أن يتقبل هذا الجهد المتواضع ويباركه، ويجعل فيه فائدة للصناعة المالية الإسلامية.
أتوجه بالشكر الجزيل للقائمين على هذا المؤتمر، ولكم أخوتي الأعزاء لحسن إصغائكم.

Other Speeches

Plantium Sponsor:
Said Holdings Limited

Gold Sponsors:
BLOM Bank Group
Fouad Takla Company
Banque Bemo Saudi Fransi
Federation of Syrian Chambers of Commerce
Syria Gulf Bank / Syria Kuwait Insurance Company
Members of the KIPCO Group
MAS Economic Group
Syriatel
Syria Shell Petroleum Development B.V.

Silver Sponsors:
ASSIA Corporate
Al Baraka Group
Sham Bank
Inana Group
International Bank for Trade & Finance
SEBC
Yazigi & Company
Ghraoui
Syrianair
Arab Advertising Organization
DHL
Al Iqtissadiya

 

 

 

 

Bronze Sponsors:
Khwanda Group
The Arab Orient Insurance Company